أصدرت دار الشروق الطبعة الخامسة الآن من كتاب خالد الخميسي

"تاكسي: حواديت المشاوير

" الذي لاقى نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا وغير متوقع
ووصفه د. عبد الوهاب المسيري بأنه "عمل

إبداعي أصيل ومتعة فكرية حقيقية"، وقال عنه د. جلال أمين أنه من أجمل ما قرأ من كتب في وصف المجتمع المصري

والكتاب عبارة عن حوارات بين الراوي وسائقي التاكسي بالقاهرة يتناولون فيها بصراحة بالغة أوضاع البلاد

والسياسة والاقتصاد والتطرف والمظاهرات والجنس وحياتهم وهمومهم الشخصية. كتاب ممتع ومرآة صادقة

لفئة لماحة تتعامل مع المجتمع كله.

المؤلف خالد الخميسي حاصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة السوربون، إعلامي ومنتج ومخرج

وكاتب سيناريو، له العديد من الدراسات الاجتماعية والسياسية، ويكتب في عدة صحف.

مقتطفات من الكتاب:

مشوار (1)
.....
السائق: أنا باسوق التاكسى من سنة 48
... لم أتصور أنه يمارس مهنة القيادة منذ قرابة ستين عام .. و لم أجرؤ على سؤاله عن سنه، و لكنى وجدت نفسى أسأله عن النتيجة.
أنا : و إيه خلاصة خبرتك اللى ممكن تقولها لواحد زيى علشان أتعلم منها.
السائق: نملة سوداء على صخرة سوداء فى ليلة حالكة الظلمه .... يرزقها الله
.....
(يسترسل السائق فى سرد حكاية واقعية دارت له فى الاسبوع السابق لتجد أنه لا وصف لها فعلا إلا ذلك الذى قاله السائق ببساطة و تلقائية).

مشوار (2)
.....
أنا: فيه إيه بس ..... مفيش حاجه فى الدنيا تستاهل
السائق: لا فيه، أنا طالع ميتين أمى علشان أأكل العيال يقوم ييجى واحد إبن (....) ياخدهم منى، و تقوللى يستاهل و مايستاهلش ... آه يستاهل مانا طافح الكوته مش زى سعادتك على قلبك مراوح
......
(يسترسل السائق ليسرد عليك قصة بدأت بأمين شرطه لابس مدنى ركب معاه و إنتهت مع نهاية المشوار بأن أخد منه هذا ((الأمين)) كل إيراد اليوم بدلا من أن يدفع له الاجرة !!! و ذلك فى مقابل عدم تحرير مخالفة أو التنكيل به!)

مشوار (3)
.....
يدور الحوار حول مظاهرات حركة كفاية
السائق: مظاهرات .. مش عارف ليه؟ فيه ييجى ميتين واحد ماسكين يفط و حواليهم ييجى ألفين عسكرى و متين ظابط و عربيات أمن مركزى قافله الدنيا.
أنا: كل الزحمة دى على ميتين واحد؟
السائق: الزحمة مش من المظاهرة ... و هى دى مظاهرة أصلا !! إحنا كنا زمان بننزل الشارع بخمسين ألف ... بميت ألف .. إنما دلوقتى مفيش حاجه ليها معنى ... كام واحد نازلين من بيتهم عشان حاجه ماحدش عارفها و الحكومه مرعوبة ، ركبها بتخبط فى بعضها ... حكومة و الله نفخه و تقع ... حكومة من غير ركب (يضحك عالياً).
أنا: إيه ... الحكومة محتاجه كوارع؟
السائق ولا ينفع معاها حاجه ... نفخة كدابة ...
.....
ينطلق السائق ليقارن بين مايجرى الان و بين التاريخ القريب من مظاهرات الستينات و السبعينات و تحديدا سنة 1977 ذاكراً انها كانت بداية النهاية حيث أدركت الحكومة بضرورة مواجهة المظاهرات بحزم ... و يحدد حديثه بمظاهرات 18 و 19 مارس – تلك التى أطلق عليها السادات إنتفاضة الحرامية بعدما قام برفع الأسعار –
.....
أيام عبد الناصر عملنا مظاهرات كسرت الدنيا .. و فجأه لقيناه وسطينا فى ميدان التحرير .. ولا طلع أسوان ولا حتى بيتهم .. الكلام ده بعد النكسه ...

.....
.....

الكتاب من الحجم الصغير يدور فى 58 (مشوار) قصيرة لا يزيد كل مشوار فى الغالب عن ثلاث أو أربع صفحات و لكنها تتركك لتفكر فى كل مشوار كحالة منفرده أو تحليل نفسى لمصر. ليأخذك بين أحياء القاهرة و ناسها بتنوعهم و و تمازجهم الغريب و يعبر بك تلك المرحلة ما بين القراءة لينقلك الى جو التاكسى نفسه بوصف جميل و عميق من الكاتب ليرسم لك صورة كامله للمشوار و يهيئك للحوار الذى سيدور بينه و بين السائق لينقل لك على لسان السائق خلاصة تجاربه فى الحياة، أو ربما يحكى لك عن أخر زبون ركب معاه أو قد يكتفى بتشجيع الاهلى أو سب الرئيس و العيشه و اللى عايشينها .

كتاب جميل فعلا ينقلك من مشوار إلى أخر بإسلوب سلس ... تنتقل معه ما بين الفرح الى الحزن و من الرغبة فى مواساة هذا السائق الغلبان أو التعطاف مع ذاك المظلوم أو الضحك على تلك النكته التى يسردها الاخر الى وضع الاستماع و التحليل العميق لما يقوله هذا...
من الكتب القليلة التى لا تستطيع ان تتركها من يدك لحطة أن بدأت قرائته إلا بعد أن تنتهى من (مشاويره) كلها.

click on the link

http://www.taxitalks.com/Arabic/

منقول

enjoy it

like i did