دكتور جيكل ومستر هايد للأديب روبرت لويس ستيفنسون - كم منهم يعيشون بيننا
نسمع ونقرأ عن مزدوجي الجنسية ومزدوجي الولاء
، هنالك نوع أخر من الازدواجية ألا وهو مزدوجي الشخصية .
من هم ؟
وكيف يعيشون بيننا ؟
هم أناس يدعون أمام العالم الخارجي - العالم الحقيقي بما يودون أن يعرفهم العالم به - من التزام ديني أو سياسي أو مهني ، ولكن في العالم الافتراضي هم أناس آخرون يتغلغلون في فضائه وواجهتهم ما يظهرونه علنا من تقى وعلم شرعي وتوجه سياسي ملتزم بالشريعة الربانية ، ولكن تحت هذا الغطاء هناك نفس بشرية أخرى ، تبطن غير ما تظهر - يتوددون باسم الدين بغية الإصلاح ومعرفة أحوال من لا يعتبرونهم ملتزمين مثلهم أو من جماعتهم يبيحون لأنفسهم ما يحظرونه على الآخرين – يمارسون شتى أنواع العلاقات خاصة ما ينددون به علنا ، فهم يريدون أن يكونوا ناصعي البياض لا تشوبهم شائبة يمارسون التقية عند غيرهم وقتما يشاءون .
في تبحري في العالم الافتراضي تعرفت على الكثير منهم ، يكون الدين هو الواجهة الأولى للحديث ثم يبدؤون بالخروج من الدائرة التي رسموها حولهم وتجد لهم اهتمامات أخرى منها إقامة العلاقات بحجة معرفة الأخر أو الجنس الأخر ثم يطرقون ويتسللون خلسة العقل الباطن ويطرحون الأسئلة ، لا تهمهم الأجوبة بقدر جر السذج لشباكهم حتى يصلون للخطوط الحمراء وهي غايتهم ، فضلا عن إقامة شبكة من العلاقات العامة من ذات التوجه كل فيها ينهل من صاحبه ما يعرف .
يا ترى كم من دكتور جيكل ومستر هايد بيننا
- في الصباح زاهد وناصح و في المساء داعر وهاتك .................
وختاما هذا سيكون أخر بوست بيني وبينكم
ريما
الكويت في 5/11/2009