جبران خليل جبران

و نحن على مائدة الطعام اللبناني في برشلونة وكانت دعوة للغداء من صديقنا اللبناني هناك

كنت أنظر للوحه مكتوب عليها بعض الكلمات التي استوقفتني جدا ، فأخرجت القلم والورقة و بدأت أدون الكلمات : و هي

إن عقولكم ونهاكم هي الدفة والشراع لأرواحكم السارحة فى البحار ، فإذا تحطمت الدفة أو تمزق الشراع ،تقاذفتها الأمواج فضلت ، أو توقفت بلا حراك في وسط البحر.

فالعقل إذا سيطر وحده باتت قوة تقيدكم

والعاطفة إذا تركت وشأنها غدت لهيبا يتلظى حتى يبيد

فدع روحك تحلق بعقلك الى أسمى العواطف ، حتى تصدع بالنغم.

ودعها تهدى عاطفتك بالحجا ( العقل) ، فالعاطفة يهذبها كل يوم بعث، فتكون كالعنقاء تحرق نفسها ثم تنهض من بين الرماد.

عند إنتهائي من كتابة هذه السطور و كانت بدون توقيع أو إشارة لمن كتبها.

استدار صديقنا و قرأ الكلمات و سألني :

هل تعرفين من كتب هذه الكلمات؟

الإجابه طبعا ب : لا أعلم و لكن أنتظر اللحظة التي أرجع بها للفندق لأبحث عن صاحبها

و تأتيني الإجابه منه :

هي لجبران خليل جبران من كتاب النبي

تحبين قرآءة مثل هذه الكتابات؟

ريما : نعم جدا و ليتني أمسك بهذا الكتاب الآن ، و لكننا في برشلونه و نادر جدا أن أجد كتبه هنا .

صديقنا : لكي ما تمنيتي ، حين عودتنا لماربيا ستجدين الكتاب بين يديكي و تمتعي بقراءته

و فعلا أخذت الكتاب أتمنى أن تشاركوني قراءته

الكتاب: صفوة المؤلفات الكاملة

النبي – رمل وزبد – الأرواح المتمردة – الأجنحة المتكسرة

جبران خليل جبران

قرأت كتاب النبي ، و هو عبارة عن كلمات فلسفيه تصف كلماته بعذ المواضيع على سبيل المثال :

قوانينا :

فقال المصطفى

إنكم لتبتهجون حين تسنون القوانين ، ولكن يزيد ابتهاجكم حين تخرجون عليها .

معرفة النفس:

إن قلوبكم فى صمت تدرك أسرار الأيام والليالي، ولكن آذانكم تتعطش الى صوت المعرفة ينبعث من قلوبكم....

الكلام :

إنكم تتكلمون حين يدب الخصام بينكم وبين أفكاركم ، فإذا عجزتم عن أن تخلدوا ألي قلوبكم تعلقت حياتكم بشفاهكم ، و أنطلقت أصواتكم تسلية و إزجاء للفراغ.

و منكم من يسعى إلى أن يثرثروا ، خشية الخلو الى نفسه ، لأن سكوت الوحدة يكشف لأعينهم خفايا أنفسهم فيفرون.

ومنكم من يتحدثون فيكشفون بلا علم أو رؤية عن حقيقة تفوتهم.

ومنكم من لقنوا الحقيقة فى أعماقهم، ولكنهم يأبون أن يفصحوا عنها بالكلام ،وفي صدر هؤلاء تقيم الروح في سكون تآلفت نواحيه.